أيّ أسلحة استخدمتها إيران في صراعها مع الاحتلال؟
في ظل تصاعد المواجهة بين الاحتلال الصهيوني وإيران، أكّد خبراء عسكريون ظهور تكتيكات إيرانية جديدة في إدارة الهجمات الصاروخية والمسيّرات التي تطلقها نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممّا أدّى إلى إرباك الدفاعات الجوية وتغيير أنماط القتال بين الطرفين.
سلاح جديد.. يثير حيرة العدو
نقلت بعض وسائل الاعلام العالمية بأن أحد الصواريخ التي أطلقتها إيران صباح أمس الخميس، نحو ما يسمى بـ''تل أبيب''، كان مكونا من عدة صواريخ صغيرة انفجرت في مواقع متفرقة وقد كان وقع انفجارها كبير جدا وتسبّبت في دمار واسع، واعتبر أكبر هجوم إيراني خلال الـ48 ساعة الماضية، وأدى إلى إصابة 147 شخصا.
ونقل موقع سكاي نيوز، عن إذاعة تابعة للاحتلال، أنّ "أحد الصواريخ التي أُطلقت من إيران، مكوّن من عدة صواريخ أصغر حجما، تناثرت إلى مواقع متعددة عند انفجارها".

وأفاد المصدر ذاته، أن جيش الاحتلال يفحص ما إذا كان "الصاروخ يحتوي على رأس حربي عنقودي، ينقسم إلى ذخائر صغيرة عند الانفجار أم لا".
وحسب وسائل اعلام تابعة للاحتلال فقد تمّ إرسال فرق مختصّة في "التخلص من القنابل" إلى مواقع السقوط المختلفة، لإجراء التحقيقات والتأكد من نوع الصاروخ المطلق، متّهمة إيران باستخدام صواريخ برأس حربي ينثر قنابل صغيرة، في أول إشارة إلى استخدام 'الذخائر العنقودية' منذ بدأ التصعيد.
الصواريخ العنقودية ماهي؟
هي أسلحة غير تقليدية محرمة دوليا، تتكون من عبوة ينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء، تزن كل واحدة منها قرابة 20 كيلوغراما، وتستخدم للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة أو الأشخاص، أو لإضرام الحرائق، وتنفجر حال اصطدامها بالأرض.
يقول مكتب ''شؤون نزع السلاح'' التابع للأمم المتّحدة، إنّ للذخائر العنقودية 'آثار واسعة النطاق'، مما يجعلها، بحكم طبيعتها، غير دقيقة في استعمالها. ويضاف إلى ذلك أن الأجهزة التي لم تنفجر والملقاة هنا وهناك تمثل خطرا على حياة المدنيين بعد انتهاء النزاع بوقت طويل.
ويمكن للقنابل الصغيرة الموجودة داخل القنبلة أن تغطي منطقة كبيرة، إذ تقذف من ارتفاعات متوسطة أو عالية بما يزيد من احتمالات انحرافها عن الهدف لافتقارها إلى التوجيه الدقيق، مما يؤثر على منطقة أكبر مقارنة بالانفجار المركز.
وبسبب ذلك فإن هامش فشلها كبير جدا، إذ يتراوح بين 5% و30%، وتتحول إلى مخلفات حربية قابلة للانفجار، رغم أن كثيرا منها لا ينفجر، ولكن يستقر في الأرض على شكل ألغام.

الصاروخ "فتاح 1" الإيراني يدخل السباق
منذ يومين، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الجيل الأول من صواريخ "فتاح" الفرط صوتية قد استُخدم لأول مرة، ضمن الموجة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" ضد أهداف للاحتلال. ووفقا للبيان العسكري للحرس، فقد تمكنت هذه الصواريخ من تفادي الرادارات، ومن اختراق الدفاعات الجوية للأراضي المحتلة، مما منح إيران، بحسب وصف الحرس الثوري ، "سيطرة كاملة على المجال الجوي للاحتلال"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء 'تسنيم'.
ونقل موقع الجزيرة، أنه في فجر الأربعاء 18 جوان 2025، انتبه المستوطنون الإسرائيليون من سكان حيفا، الذين إلى دوي يشبه دوي الرعد، لكن ما سمعوه في الحقيقة لم يكن إلا أحدث رشقة صواريخ إيرانية انطلقت لتخترق طبقات الغلاف الجوي بسرعة تقترب من 2 كيلومتر في الثانية الواحدة.

ماذا تعني الصواريخ الفرط صوتية؟
تقنيا، يُعرَّف مصطلح "فرط صوتي" بأنه كل سرعة تتجاوز 5 ماخ (6125 كيلومترا في الساعة)، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت. والحرارة الشديدة الناجمة عن اندفاع الصاروخ أو المركبة عبر طبقات الغلاف الجوي الكثيفة تتطلب مواد تصنيع متطورة، وأنظمة دفع متقدمة، واستثمارات كبيرة، يقول خبراء لموقع الجزيرة.
تنقسم الصواريخ الفرط صوتية إلى نوعين رئيسيين، يتميز كل منهما بخصائص واستخدامات محددة. أولهما صواريخ كروز الفرط صوتية، وهي تعمل بالطاقة طوال رحلتها، وتحافظ على سرعة فرط صوتية مستقرة غالبا على هوامش الغلاف الجوي.
وتتيح لها محركاتها المتطورة التحليق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة أو متوسطة، مع قابلية عالية للمناورة لتفادي منظومات الدفاع الجوي.
أما النوع الثاني فهو المركبات الانزلاقية الفرط صوتية، التي تُطلق غالبا من على رؤوس الصواريخ الباليستية، فترتفع إلى طبقات عالية من الغلاف الجوي، ثم تنفصل وتنزلق نحو الأرض بسرعات فرط صوتية.
وتكمن ميزتها في قدرتها على تغيير مسارها أثناء الطيران، مما يُعقّد من عملية اعتراضها، على خلاف الرؤوس الحربية التقليدية التي تتبع أقواسا متوقعة تُسهل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على استهدافها.
إيران.. صواريخنا الاستراتيجية جعلت سماء الأراضي المحتلة بلا دفاع
في بيان نشره الخميس، شدّد الحرس الثوري الإيراني أنّ القدرة الاستخباراتية والقدرة التصويبية لصواريخ القوات المسلحة الإيرانية أصبحت محط أنظار العالم، وأوضح أنّ 'الموجة الرابعة عشرة' من عملية 'الوعد الصادق 3'، في إشارة إلى هجوم أمس، بدأت بمزيج من الطائرات الانتحارية المُسيّرة والصواريخ الاستراتيجية.
وأكّد الحرس الثوري، أنّ صواريخ إيران الاستراتيجية جعلت 'سماء الأراضي المحتلة بأكملها بلا دفاع.

معدل إصابة الصواريخ الإيرانية لأهدافها تضاعف ثلاث مرات
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية 'تسنيم' بأن مصادر تابعة للاحتلال أكّدت نقلاً عن مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى في الكيان الصهيوني أن معدل إصابة الصواريخ الإيرانية لأهدافها في الأراضي المحتلة قد تضاعف ثلاث مرات مقارنة بعمليتي "الوعد الصادق 1 و2".
وأشارت هذه المصادر إلى أن صاروخاً إيرانياً من كل اثنين تقريباً يصيب هدفه، ''وهو اعتراف يُعد مهم جداً في حين كانت السلطات العسكرية المحتلة تدعي سابقاً أنها تعترض 90% من الصواريخ الإيرانية''، وفق الوكالة.